مراسم غريبة تجرى في بلدة كوسر جنوب كوت ديفوار، يتحول فيها نعش إلى سلاح قاتل بعد أن يحمله بعد الأشخاص الذي لديهم اعتقاد أن صاحب النعش سيحدد الأشرار المتسببين في وفاته، في مراسم تكون فرصة لتصفية بعض الحسابات.
هذه العادة المعروفة باسم "لوندولا" في جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث تقام جنازة لشخص توفي فجأة، بعدما شعر بالإجهاد منذ عدة أسابيع فأجرى بعض الفحوص في مصحة لم تكشف عن شيء يذكر، حسبما روت أسرته، وفي قداس أقيم على روح الفقيد حمل النعش بعض أهل البلدة وكان يفترض بهم أن يتوجهوا إلى المقبرة عندما أخذوا يركضون وكأنهم يلاحقون أحدا.
وفي طقوس أطلق عليها اسم "النعش الطائر" حمل النعش أشخاص يتصببون عرقا ويبدو أنهم يلهثون. وكان البعض يصرخ "توقفوا! توقفوا!" ولكن لا أحد كان قادرا على وضع النعش ولا على التوقف، وبدأ حملة النعش بالتوجه نحو بيت الفقيد حيث كسروا الأبواب والنافذة، وحسب هذا التقليد فهذه علامة على أن صاحب المكان، وهو أخ الفقيد، مسؤول عن موته، ثم لاحقوه دون أن يؤذوه.
وبعدها توجهوا نحو تلة صغيرة في وسط البلدة حيث لاحقوا سيدة في الستين من عمرها، كان المشهد مهولا وكانت السيدة تحتضر وتطلب النجدة باللغة المحلية. بعضهم أرادوا نجدتها لكن حملة النعش اعترضوا طريقه وأوضحوا له أن كل من يتدخل سيلقى نفس المصير.. وهو الموت.
وأكد حملة النعش أن "قوة خارقة قادمة من النعش" قد مستهم، لكن الغريب أن الأشخاص المقتولين كانت تحوم حولهم الشبهات بممارسة السحر، ولسبب غريب احتفل الأشخاص حول الجثة الهامدة للمرأة، فقد كانوا يرقصون ويصورون ويضحكون على ما أسموه "نهاية سيطرة الساحرة" التي فضحوها.
هذه الطقوس موجودة أيضا في بوركينا فاسو والنيجر وغانا، ويرى الدكتور ياو ساتورنين دافي أكافو، وهو عالم أنثروبولوجيا ومدرس وباحث في معهد العلوم الأنثروبولوجية والتنمية في جامعة فيليكس هوفييت بوانيي، أن القومية الإثنية المسماة "آكان" في جنوب كوت ديفوار هي تحديدا التي تتمسك بهذه الطقوس:
وأوضح أنه غالبا ما يلجأ حملة النعش إلى أساليب في التداوي لها فعل المخدر القوي، كي لا يصب عليه الفقيد جام غضبه عليهم، كما أن هذه العادات تتراجع تراجعا كبيرا لأن ممارسيها اكتشفوا أنهم غالبا ما يتعرضون للمحاكمة بتهمة القتل، وأصبح أعيان القرى غالبا على وعي بهذه التجاوزات ولم يعودوا يسمحون للناس بحمل النعوش."
http://www.mbc.net/lvp/player.html?id=0